٣/١٤/٢٠٠٥

بالون أسود


(marti garaughty)

نوري الجراح

أمير نائم وحملةٌ تنتظر

كما لو أنني نمتُ تحت شجرة
وهزَّتْ قيلولتي أبواقٌ بعيدةٌ،
خطى خفيفة مشت
في حسّي،
وأودعت ما حملتْ في غيهبٍ.
وإذ مشت مرّة أخرى ووطأتْ نومي
تقلّبتُ
ونفر الهواء خائفاً.
كانت الازهارُ تقصُّ
والضوء يفككُ الممشى، بسلام
حتى انني رأيتُ خيالي مشطوراً
وخلتُ الملابس، في خفّتها، تطييرَ أصواتٍ.
الأحصنة تقتربُ
وقع حوافرها يتجلّى على الصخور
إنني أرى قوائمها المتكسرة
وفرسانها المجندلين في الهواء.

حفل متأخر

متى مات كلُّ المبتهجين والكؤوس في أيديهم
وتلك التي هرعت بقطرة النبيذ على قميصها السكّري
اي سرير حصد ابتسامتها
الأطول،
الأفتك جمالاً
طوال ليلة،
لموظّفين فقدوا شهيتهم وطاشوا في الغرف.

بالون أسود

هل يكفي أسبوع في مدينة
للقول، مراراً، بعد ذلك:
كنتُ في لندن
أو:
عندما كنتُ في لندن
أو:
ياه
كم كانت جميلة
ثم بنزق:
الباردةُ القبيحةُ
وفي الخلاصة: الوقتُ يمرُّ مريضاً على الجسر.
هل يكفي أسبوع لشخص مثلي
لعبور هذيان ما بعد الظهر، واختبار مدينة،
للإلتفاف على شوارع سيامية
وقراءة صفحات من جورج أرويل
في فنذق رخيص في بادينغتون
برد محترم ينزهني في الغرف،
ولا بد من إرجاء أمر،
سأطلب تبديل الغرفة بأخرى تطلّ على القناة.
لندن هذه، ام مقبرة في البحر.
بعد الظهر، ايضاً، لأن ليس هناك
ما هو أميزُ من ذلك.
عربات الاجرة سوداء مقطبة
وأبطال العلمين، بياقات فاخرة، الى حفل راقص.
وعلى الطريق، في خضرة رمادية
السكرتيرة الفاتنة تدفع في الارجوحة
مديرها الجديد؛
اوداجه حمراء، كما لو كانت دم جميع الهنود!
وفي يده البضة خيطٌ يمرحُ ببالون أسود.

بعد علبة كوكا كولا

ماذ يرسّخُ جالسون
هنا
في غبش ينزلقُ على المقاعد والطاولات
والحواف المستديرة،
وغبش يغمر الأيدي ويطيش
كلما فُتح بابٌ وانهمرت في البهو حجارةٌ جديدةٌ.
العمالُ يحفرون الطريق وينتزعون، بأيدٍ مجرّحة، احشاء المدينة
عمال الحاكم الأنيق في التلفزيون
عمال البرلمان المنعقد في زورق عشاء رومانطيقي
تحت الماء
تحت الماء
والغواصون يهيمون أعمق ويعودون بالملابس،
ووثائق الجلسة الاخيرة.
عمال كأس الحليب، وصفحة الجريمة، واستاد الاحد
قَدَمُ المليونير ورأسُ الغريب، والتلويحُ بالقمصان.
فُتح الباب ودخل رئيس الوزراء بملابس الصيد.
فتح، مرّة اخرى، وأطلّ نمر، وتوارى في الغبش.
اما الآن، اعني منذ الآن،
وكلما فُتح البابُ
سيصطادُ الغبشُ لاعباً جديداً.

مطارق نحاسية

كان حزيران فتى ماهراً يسبحُ
وقتما رجّع صوتٌ صرخةَ البحر
نزلنا
ومشينا في ظلالٍ
كسّرَ الزورقُ نور الشمس
ورأينا
من وراء السورِ
دمَ الظهيرة يقطرُ،
ويسوّدُ
والشاطئ يتفرّجُ.

شظايا في ذراع محارب

إي. إي. كمينكس، لأنه مات ورجع من الموت
وهو مقيم معي في البيت.
إيمان مرسال في مرات، ومحمد بلا محنة.
علي احمد، ومحمود، ومن قُتلوا سراً، ودفنوا في القصيدة
عباس بعد الظهر، وأنسي في شرفة تطلُّ على القصيمي.
مما يشكو سركون عندما يتمدد في حرير الظهيرة
وأذنه في التراب،
أهي ضجة خميس هولاكو،
أم صرير العجلات التي عجنت أبطال توني موريسون.
من سبى نساء الشاعر الضريرات الجميلات السائرات في النوم،
وتركه في مفارق الطرق بعينين ذابلتين من السهر،
وبوق يرفع نفير المعركة.
إي. إي. كمينكس وفتحي عبدالله وشارل شهوان
والعلامات الموسيقية المحمولة على حصان ينهب الأرض.
وطوال الوقت، نافذة معلّقة في صحراء.
هناك سينتظر عبدالقادر،
بلا أمل في شيء،
بلا أمل في شيء،
تعال، يا أنطونيو نجّار، سأزوجك كليوباترة.
يهوذا
ولدتُ في كهفٍ حَرَسَتْ بابه قصة طريفة.
والآن،
بعد الخبز والخبز والخبز،
وبعد الهوى، والراحات المرتجّة بقطرات الزئبق
بقي لي ثلاث سنوات، فقط،
لأصعد السلّم وأعود بالبريق.
المعذرة، يا هيرودوس، أتعبتكَ معي
سأعوّض لكَ كلَّ هذا بسطرٍ طائرٍ،
وأنت، يا يهوذا، بحاشية مضيئة في رواية ما حدثَ.

المسيح الموجة الزرقاء

من على قطعة الأرض الجارحة صعدت الى المنزل
ومعي ثلاثة مسامير
للذكرى.
أمي كانت تغزلُ الصوف، وكنتُ في رحلةِ هيرودس.
والآن، في عيد ميلاد السمكة
أنا هديته لجميع الأطفال.
أنا الطفل الموجة الزرقاء.
لا تتركوني أبتعد على شاطئ فلسطين،
لا تتركوني أطيل النظر الى السمكة الحيَّة في يد الإله الحيّ،
الظهيرة تختطفُ القدم الخفيفةَ
قدمي خفيفةٌ، وأخاف نجمةَ الماء.
أيها الشاطئ اللاهي، أيها السيف على الركبة وفي العميق الصارخ،
يا بحر فلسطين،
أأنا هو الدم المراهق في ماء خفيفٍ
لن أنزل،
لن أطأ هذه الأرض.



����