٨/٠٣/٢٠٠٥

قرَّبتُ الموجة إلى فمي

لويجا سورينتينو (*)

من الشعر الايطالي المعاصر

ترجمة: فوزي الدليمي
(العراق/ايطاليا)


الأيدي المزهرة

هنا اليقظة ليست بحاجة إلى حواجز
الشريان أكثر بطأ
ترتكن الرئتان
وفي الصدر يزدحم الوقت
ولا أذكر كم تبقي من الأبدية.

حملتُ البحرَ في عينيّ
مثل فنار عال، جسر
شفتاه في مادة الروح.

* * *

كالمجداف الذي يشق البحر
قرَّبتُ الموجة إلى فمي
باندفاع ذابت روحي في قلبها
كانت تُريد ابتلاعي.
امتدَّ الذراع عميقاً
ـ لو استطعت أن تكون موجوداً
بسرية أكثر.
إلي متى أمسكها من يدها،
إلي متى ؟

* * *

يجري النهر هناك
بإيقاع خفيف، روحي مياه،
مياه عميقة،
وبعيدة.
الطفلة تتشبَّث،
خطواتها سريعة
الجدران تدخلُ ،
غرفة كلها جدران.
لا أستطيع، لا أستطيع الإمساك به.
تتدفق مياه كثيرة
هناك في الأعالي،
طوال السنة.

* * *

هذه هي الغرفة
ثقيلة جداً

كنتُ أريد أن أفصل شرياني
وأُوسّع العناق.

* * *

جميل للغاية
يحيا مثل كتلة أنفاس
حتى الجنون.

أحشاؤه مغلقة
شفاه عظيمة مستعدّة.

سيدخل لحظة
بقبعة من الظلال.

* * *

ينمو فيك الأزرق
علي مسافة عدّة سنتيمترات من البحر
كالصدف الحيّ
المصاب.

انفصلت الروح.
وأنتَ تحتضن دمار الآخر
كنتَ تقول بحروف سوداء
الطفولة تقترب .
إنها العيون
في المدن الشاسعة.
غداً، ستهرول غداً
داخل العملاق، لكي يكبر.

* * *

الآن يتوجب عليه الرحيل،
عليه أن يترك التوافق
مبعثراً،
الجسد والرعشة،
وهو ينظر ثانية
إلى بحر هائج.
الغريب سيكون هناك،
سأسميه بؤبؤ العين،
أضرب الصدغ كي يذوب الحجر،
البكاء
نِدّي .

* * *

أي خوف تملّكني
وقد نجوت
أرى منحدراً رهيباً
اختفي فجأة،
اختفي.
الحياة التي أحببتها
برعمةٌ عتيقة
وردة صبية ترنو إلى الموت
لقد خانتنا الأحضان.


هاجس

ليلة أبدية
كأس من الرعشة
ـ أشعر أنني
الفراغ ـ
هناك
حيثُ كل واحد يصير وينتهي
أخذ معه الريح
الآن.

سيبصروننا
سوف لن نكون مثلهم
نحن لا رجعة لنا.

* لويجا سورينتينو
ولدت في مدينة نابولي جنوب ايطاليا، لها حضور متميز في بانوراما الشعر الايطالي المعاصر، إضافة إلى نشاطها الشعري تعمل في الصحافة وتعد وتقدم برامج ثقافية في التلفزيون الايطالي.


(من مجموعة ثمة أب)

القدس العربي

����