٤/٠١/٢٠٠٥

رَمادُ اليقينْ

محمد بلمو
(المغرب)

أمتيقنٌ
أن الذي يقرأُ هذا الرمادَ
سيمضي إلى أولِ الحريقْ؟
أمتيقنٌ

أن النقر على هذا البياض الكهربائي
يطهو خبزا لجوعك؟
وأن بردا قارسا لن يجرك عنوة
لتقبع في جحرك الجبلي؟

أمتيقنٌ
أن الشموسَ التي طلعتْ
ليست سرابا
وأنك ستؤدي فاتورة الكهرباء في موعدها؟

أمتيقنٌ
أنك لن تتسلل بين دروبٍ ضيقةٍ
كي لا يجرك صديقٌ إلى مقهى رديءْ
وأن الحذاءَ الذي اشتريت منذ قرون
لن يخذلك في بدايةِ الشوك؟
أمتيقن؟

أمتيقنٌ
أن الحروفَ لن تًتًهَيبَ من حليبِ الرموزْ
وأن الصبحَ لن يتألمَ غدًا
وأن الكنايات تُصلِحُ خللَ الربيعْ
وأن استعارةً بوسعها هدم سياقاتِ النزول؟


أمتيقنٌ
أن زهرةَ الجمرِ التي أشعلتَ
لن تتمادى في إحراقك
وأنك لن تتيهَ بعد كلِ حرفٍ
وأن الشعرةَ التي تشُدكَ للحياةِ
لن تضيعْ
وأنك لن تقفَ أمام بائعِ السردينِ
بلا أمل؟
أمتيقن؟

أمتيقنٌ
أن أملا ضئيلا يراودك مثلَ برقٍ
كافٍ لمفلسٍ مثلكَ
كيْ ينهضْ
وأن ماءً عنيفًا لن يجرِفَ مدنًا أخرى؟


أمتيقنٌ
أن لك أحبةً وأصدقاءْ
وأن الجبَ ليس سحيقًا
وأن الصياحَ سيهدي إليكَ غيرَ الذئب
وأن في الغابة متسعا ليوسف؟

أمتيقنٌ
أنكَ أنتَ
وأن البلادَ بلادْ
وأن الأرضَ تدورُ كما كانتْ
وأن الشمسَ طالعةٌ كلَ صباحْ؟

زرهون في 14/01/05

جهات الشعر

http://www.jehat.com/ar/default.asp?action=article&id=7555

����
���� ������