٥/٣٠/٢٠٠٥

لحن يعزف بيد واحدة

عناية جابر
(لبنان)

أنتَ بيديك الفارغتين
خطر جداً عليّ
ملاطفات متعثرة
هكذا أروي أشياء الماضي
ولكن معك أنت،
ذلك المساء!!
تومئ لي
تعالي
أنا صغيرة يا سيّد
ولا أجيد الحب
تعال أنت
متأملين معاً في العتم
اقطعوا هذا الليل
كي نرى الفجر الفضيّ
تبيّض
زهرة الياسمين
ما إن تطلّ
عن آخر الشارع
إنها الأشجار تُمطر الآن
تخيُّل هذا، سهل
ولا يحتاج أن أرفع
رأسي
أنتَ، قل كلمة
لكي أضعها في قصيدة
وحيث إننا لن نتقابل
ثانية، فلا تُقبلني
فلا نعقّد الموضوع
ولا نحمل حنيناً
لا نلتقط الصور
ولا نتذكر
يأتي الصباح
ونتحول إلى حجارة
أجل، عاطفية
وأريد استحالة، أيّ
شيء، وأحب أن
اشعر، أنك تنظر
إليّ، وأنا انظر
بعيداً
في الليل
يكون لونك أفضل
حتى لو أضاءت نجمة
أو
نجمتان
ثم
وأنت تخفق بمرونة
على ركبتين راجفتين
يثقل هواؤك
يصعب تنفسه
تأتي، خيالك منحدر مع انحدار
زاروب بيتنا
مائلاً قليلاً نحو
حائط الكنيسة
صوتك مستقيم
يطلع من الهواء الذي
يغلف منطقتنا
ولكنك حين لم تأتِ
حين غيّرت رأيك
كنت اسمع الكلمات خارجة مع
تيار الهواء، داخلة مع
تيار الهواء
الغياب
ولنا فيه
وجهات نظر
كل ليل، كل نهار
الأنواع الأخرى من الوقت
أيتها السعادة
والبحار التي تستيقظ
إنه هناك أبداً
يدعم انتظاري
يسنده
كنت أرتدي ثوباً خفيفاً
أطفو على الأشياء
ولم يكن بيتي
وإنما بيت آخر
ودائماً، من دون ان أراك
يوقظني بريق معدن
أسود، ثقيل
في الليل
يُعزف لحن بيد واحدة
في الليل
نعم، في الليل
في هبّة ريح صامتة
يُنهب الليلك عن سياجك
هبّة متوحشة
تسرقك، وفي كثافة
الغيوم، تقع
من جديد
الثقل المحدّد الذي يحزّز القلب
بعدئذ الغابة، الجنون
في الغابة
غابة هي التي يهطل فيها
المطر، ثم رائحة الوحل
الباهت، والزعفران
حين تغيب الشمس
تكون السماء
في النور الأحمر
حلمت ثانية برجل
بعيد
حلمتُ إنني في حضرة الرجل البعيد
وكنتُ اشعر بالهّم
من شيء موجود في الليل
يأتي ليرى
إن كنت ميتة
أشجار في السماء
ظلال تملأ النهر
أتمدّد بقلبي الناعم، وأعبر
جبالاً لا تُعبر
الضفة تنحل في البحر، والحجارة التي
تتورد، تحت الشمس
الثابتة
خيط بعيد ينام
بين السماء
والماء
حدَث تمزّق في الهواء
عيناك نظرت
إليّ
لمّا أموت
أفيق من إغمائي
لمّا أموت.

عن (السفير)
28 مايو 2005

عينيك إلى عري كتفي

عناية جابر
(لبنان)

1

عناية جابروجهي على حين غرة
كأنني قرب أشياء الحياة
أبحث عن مشكلة

2

بأدوات وأشياء أخرى
الضوء ثانية
الالتماع.

3

ان لك رائحة خوخ أحمر
وفطائر جبن مشوية
وتستوي نظرتك
في شرودي الشخصي.

4

بهذا الجسد سأموت
بهزاله المهجور

5

يخيم صمت طويل
حين نلتقي
انتباهنا الشاهق إلى أيدي
بعضنا
هو السبب.

6

هل أتألم
حين تضع يدك على كتفي
حين تحتجزني في التخلع
الدائري،
لأنين
بلا صوت.

7

بسبب هذه النظرة الهائلة
لا أناضل،
أبدا.

8

خافضا عينيك إلى عري كتفي
أنا القصيرة
أحيط خصرك
في تموج
شاك.

9

علي أن أعتاد ندرة الهواء
وأنام
مثل حيوان خرافي
مفصول عن كوكبه.

10

خطوتك في فراغ الشارع
خطوتك في حزنه المستقيم
الانتزاع المتمهل
الإفناء
لكل الخطوات.

11

أتجول بكنزة ضخمة وأعرف
انك هنا. ثمة هذا الحفيف الذي
يدفئني. واسمع لهاثك بين
الغرزات الصوفية. حفلة التعذيب
التي لا تجعلك تلمسني. بل العرق
المؤذي يحمل بصماتك للهواء.
أفكر في أنك مريض جدا ومن
الرائع ان تحتمي بصدري. لا أرثي
لك. أتعذب فقط وعلي ان أهين
هذا الشتاء، وأباشر فعليا في أذى الفصول.

12

حين ينكشف جسدك
في فكرتي الوحيدة
تذوي زهرة
في ظل شجرة.

13

في غياب الهواء
في ترنحه
كيف يباشر الحقل
حفلا كهذا !

14

كل الرجال
رائحتهم الصامتة
وهذه الرائحة التي بدأت
بالكلام عنك.

15

رائحتك المطمئنة
أمر كبير ثابت في السطور
لا يزال يجرح.

16

تأتي بهدوء
رائحتك الكسيحة
تتلوى وتتنزه في الأشياء
أكون فراشة
في الحقل الناقص
حتى تصل

17

تطفو وتغطس في الكلمات
ما يهرب منها
يعبق في صدري.

18

جميع أسبابنا
تلك الرائحة.

19

رائحتك التي تبين في الصورة
بلا عجلة، بلا كبرياء
قوية أو ضعيفة
في عمق عينيَ.

20

لمستُ رائحتك ليلا
مثل زوجة أبْ.

����
���� ������